Thursday, October 05, 2006

:: إذا عاد الصواب ::

بسم الله الرحمن الرحيم

قد تتملكنا الغرائز- التي خلقنا الله بمعيتها- في أي وقتٍ لنغدو أناساً آخرين ، نختلف إختلافاً كبيراً عما نحن عليه أو ما نعتقد أننا عليه. البعض قد تتملكه غريزة حب الحياة عند اقتراب الخطر وإقباله، فتراه متشبثاً بأي حبل نجاةٍ وإن كان قشةً في لجة البحر لا تغني عن الفناء المنتظر أو كرسياً في طائرة هاوية إلى مثواها الأخير، ولكن هذه هي فطرة الإنسان يهاب الموت وإن كان صنديداً إلا في حالاتٍ معينة يُقبل على المنية راجياً لها لهدفٍ أو غايةٍ في نفسه يعدها أغلى من حياته.
لعلِّي أبحرت بعيداً عن غايتي المرجوة ولكن الغريزة التي أود التحدث عنها قد لا تقل أهمية عن غريزة حب الحياة فهي تكاد تكون طبعاً عند كثير من الأنام ، تسيِّره في حياته اليومية وقد توقعه في عداوات مع غيره من الخلق وتبعد الناس من حوله. ربما أعطى كلامي السابق انطباعاً سيئاً عن هذه الجِبلَّة ظناً بأنها سمة دميمة مذمومة ولكنها بالعكس حميدة مطلوبة ولكن بشرط أن تكون لك اليد العليا عليها سيطرةً وتحكماً وإلا غدت وبالاً عليك وعلى من حولك.
هل انتقدت شيئاً ما حولك قط ؟؟ أو أبديت عدم رضاك عن أمرٍ ما ؟؟ بالتأكيد سيكون الجواب نعم ، هذا ما عنيته في استهلاليتي لهذا الموضوع والذي وصفته بالغريزة الإنسانية وهي النقد أو عدم الرضا. قد يراها البعض طبعاً يتطبع به الشخص خلال حياته وأراه -شخصياً- غريزة مجبولٌ عليها الإنسان كما جُبل على حب الحياة والخوف من الموت. ننتقد كل شيء ، ننتقد أشخاصاً وأفعالاً وأزماناً .. وننتقد حتى النقد نفسه !! هكذا الإنسان .. أو هكذا أنا على الأقل !! والاعتراف سيد الأدلة حسب المنطق البوليسي !! . ولكن في بعض الأحايين تطرأ على بالي تساؤلات تستفهم عن أهليتي للنقد وأحقيتي به عطفاً على نقصي وعدم كماليتي. فهل يحق للكاذب نقد السارق مثلاً ؟؟ ببساطة لا .. نعم،الجواب بسيط
لا تنه عن خلقً وتأتي مثله *** عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
فكان لزاماً علي أن أعلن الحداد على " النقد " لأجل مسمى وهو الأجل الذي أصبح فيه إنساناً مثالياً مع مسحةً من الواقعية التي تعين على مسايرة الزمن واجتناب مصائبه. فأنا -هوية وطن- أعلن توقفي عن الكتابة النقدية حتى أعود إلى صوابي فمن أراد أن يثكل "النقد" فليلحقني في سيري ومن لم يُرد فأقول له .... فلينتقدني المنتقدون

0 Comments:

Post a Comment

<< Home